سورة المطففين - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (المطففين)


        


قوله جلّ ذكره: {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ}
{وَيْلٌ}: الويلُ كلمةٌ تُذْكَر عند وقوع البلاء، فيقال: ويلٌ لك، وويلٌ عليك! والمطفّف، الذي يُنْقِصُ الكيْلَ والوزنَ، وأراد بهذا الذين يعامِلون الناس فإذا أخذوا لأنفسهم استوفوا، وإذا دفعوا إِلى من يعاملهم نقصوا، ويتجلَّى ذلك في: الوزن والكيْلِ، وفي إظهار العيب، وفي القضاء والأداء والاقتضاءْ؛ فَمَنْ لم يَرْضَ لأخيه المسلم ما لا يرضاه لنفسه فيس بمنصف. وأمَّا الصِّدِّيقون فإنهم كما ينظرون للمسلمين فإنهم ينظرون لكلِّ مَنْ لهم معهم معاملة- والصدقُ عزيزٌ، وكذلك أحوالهم في الصُّحْبَةِ والمعاشرة فالذي يرى عَيْبَ الناسِ ولا يرى عيبَ نَفْسِه فهو من هذه الجملة- جملة المطففين- كما قيل:
وتُبْصِرُ في العينِ منِّي القَذَى وفي عينِكَ الجذْعَ لا تُبْصِرُ
ومَنْ اقتضى حقَّ نَفْسه- دون أن يَقْضِيَ حقوق غيره مثلما يقتضيها لنفسه- فهو من جملة المطففين.
والفتى مَنْ يقضي حقوق الناس ولا يقتضي من أحدٍ لنفسه حقّاً.
قوله جلّ ذكره: {أَلاَ يَظُنُّ أُوْلَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}.
أي: ألا يستيقن هؤلاء أنهم مُحَاسَبون غداً، وأنهم مُطَالَبون بحقوق الناس؟.
ويقال: مَنْ لم يَذْكُرْ- في حال معاملةِ الناسِ- معاينة القيامة ومحاسبتها فهو في خسرانٍ في معاملته.
ويقال: مَنْ كان صاحبَ مراقبة لله ربِّ العالَمين استشعر الهيبةَ في عاجِلِهِ، كما يكون حالُ الناسِ في المحشر؛ لأنَّ اطلاعَ الحقِّ اليومَ كاطلاعه غداً.


قوله جلّ ذكره: {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ}
{وَيْلٌ}: الويلُ كلمةٌ تُذْكَر عند وقوع البلاء، فيقال: ويلٌ لك، وويلٌ عليك! والمطفّف، الذي يُنْقِصُ الكيْلَ والوزنَ، وأراد بهذا الذين يعامِلون الناس فإذا أخذوا لأنفسهم استوفوا، وإذا دفعوا إِلى من يعاملهم نقصوا، ويتجلَّى ذلك في: الوزن والكيْلِ، وفي إظهار العيب، وفي القضاء والأداء والاقتضاءْ؛ فَمَنْ لم يَرْضَ لأخيه المسلم ما لا يرضاه لنفسه فيس بمنصف. وأمَّا الصِّدِّيقون فإنهم كما ينظرون للمسلمين فإنهم ينظرون لكلِّ مَنْ لهم معهم معاملة- والصدقُ عزيزٌ، وكذلك أحوالهم في الصُّحْبَةِ والمعاشرة فالذي يرى عَيْبَ الناسِ ولا يرى عيبَ نَفْسِه فهو من هذه الجملة- جملة المطففين- كما قيل:
وتُبْصِرُ في العينِ منِّي القَذَى وفي عينِكَ الجذْعَ لا تُبْصِرُ
ومَنْ اقتضى حقَّ نَفْسه- دون أن يَقْضِيَ حقوق غيره مثلما يقتضيها لنفسه- فهو من جملة المطففين.
والفتى مَنْ يقضي حقوق الناس ولا يقتضي من أحدٍ لنفسه حقّاً.
قوله جلّ ذكره: {أَلاَ يَظُنُّ أُوْلَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}.
أي: ألا يستيقن هؤلاء أنهم مُحَاسَبون غداً، وأنهم مُطَالَبون بحقوق الناس؟.
ويقال: مَنْ لم يَذْكُرْ- في حال معاملةِ الناسِ- معاينة القيامة ومحاسبتها فهو في خسرانٍ في معاملته.
ويقال: مَنْ كان صاحبَ مراقبة لله ربِّ العالَمين استشعر الهيبةَ في عاجِلِهِ، كما يكون حالُ الناسِ في المحشر؛ لأنَّ اطلاعَ الحقِّ اليومَ كاطلاعه غداً.


قوله جلّ ذكره: {كَلآَّ إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِى سِجِّينٍ وَمَآ أَدْراكَ مَا سِجِّينٌ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ}.
{سِجِّينٍ} قيل: هي الأرض السابعة، وهي الأرض السفلى، يُوضَع كتابُ أعمالِ الكفار هنالك إِذلالاً لهم وإهانة، ثم تُحْمَلُ أرواحُهم إلى ما هنالك.
ويقال: السِّجين جُبٌّ في جهنم. وقيل: صخرةٌ في الأرض السفلى، وفي اللغة السِّجين: فعيلٌ من السجن.
{وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ}. استفهامٌ على جهة التهويل.
{كِتَابٌ مَّرْقُومٌ}. أي مكتوب؛ كَتَبَ اللَّهُ فيه ما هم عاملون، وما هم إليه صائرون. وإنما المكتوبُ على بني آدم في الخير والشر، والشقاوة والسعادة فهو على ما تعلَّق به علمه وإرادته، وإنما أخبر على الوجه الذي علم أن يكون أو لا يكون، وكما علم أنه يكون أو لا يكون أراد أن يكون أو لا يكون. ثم إنه سبحانه لم يُطْلِعْ أحداً على أسرار خَلْقِه إلاَّ مَنْ شاءَ من المقربين بالقَدْرِ الذي أراده؛ فإنه يُجرِي عليهم في دائم أوقاتهم ما سَبَقَ لهم به التقدير.
ثم قال: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ}.
ويلٌ للذين لا يُصَدِّقون بيوم الدين، وما يُكذِّبُ به إلا كل مُجَاوِزٍ للحَدِّ الذي وُضِعَ له؛ إذا يُتْلَى عليه القرآن كَفَرَ به.

1 | 2 | 3